بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

المقاطعة الشاملة أهم من خرقها بهدف التضامن الرمزي

"على من يرغب بدعم القضية الفلسطينيّة احترام رغبة الإرادة الشعبيّة والالتزام بالمقاطعة، لا خرقها والاكتفاء بالتضامن الرمزي".

بعد أشهرٍ من جهود حثيثة من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديميّة والثقافيّة لإسرائيل (PACBI)، ونشطاء المقاطعة وأصحاب الضمائر الحيّة حول العالم، عُقدت مسابقةُ الـ"يوروفيجن" في تل أبيب واضعةً نظام الاستعمار العسكريّ والفصل العنصريّ الإسرائيليّ في مأزقٍ إعلاميّ وماديّ. فقد نجحت حملة مقاطعة اليوروفيجن في رفع الوعي أمام الملايين حول حقوق الشعب الفلسطيني، وبالذات حق عودة اللاجئين، وحول ضرورة مقاطعة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي.

كما نجحت في تحويل المسابقة إلى الأكثر جدلاً في تاريخ اليوروفيجن. فالمسابقة التي كان من المُتوقع أنْ تجذب عشرات الآلاف من السياح من حول العالم لم تنجح إلا بجذب ما يقارب الـ 5000، ما أدى إلى كساد آلاف التذاكر وانخفاضٍ حادٍّ على أسعار الفنادق وغيرها من الخدمات.

ورغم النداءات والرسائل والعرائض التي جمعت أكثر من 150 ألف توقيعٍ من حول العالم، مطالبةً المتسابقين/ات والفنانين/ات بمقاطعة المسابقة، إلا أنَّ إصرار العديد منهم على المشاركة يعتبر خرقاً مرفوضاً لنداء المقاطعة الثقافية ونداءات مقاطعة الـ"يوروفيجن" تحديداً.

إن نظام الاستعمار الإسرائيليّ عمل كل ما في طاقته لتوظيف هذه المسابقة لتحسين صورته حول العالم باستغلاله للفن للتغطية على جرائمه بحق شعبنا في الوطن والشتات، وبالذات مجازره المتدحرجة ضد شعبنا في غزة المحاصر. لذا، فإن أيّ مشاركة في المسابقة، حتى لو صاحَبَها تضامن رمزي مع الشعب الفلسطيني، تضرّ نضالنا من أجل حقوق شعبنا أكثر مما تنفعه.

كانت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) لتعتبر رفعَ الفرقة الآيسلندية العلم الفلسطينيّ لفتةً تضامنيةً جميلةً في الحالة الطبيعية، لكنه لا يرتقي لمستوى التضامن المطلوب، حيث جاء ضمن مشاركة الفرقة في المسابقة في تجاهلٍ لنداء المقاطعة، والذي عبّر عنه أكثر من 27 ألف آيسلندي (نحو 8% من مجمل السكان) من خلال توقيع عريضةٍ لمقاطعة "يوروفيجن" لعام 2019. إن القضية لا علاقة لها بأهمية تعدد أشكال التضامن مع شعبنا والإبداع فيها، على ألا تتعارض هذه الأشكال مع أو تضعف بأي شكل أهم حركة تضامن دولي مع نضالنا، أي حركة BDS.

أمّا الفنانة الأمريكية "مادونا"، فقد تجاهلت آلاف الرسائل والتغريدات والعرائض الفلسطينية والعالمية التي طالبتها بالامتناع عن ترفيهِ الاستعمار و"الأبارتهايد" الإسرائيليّ ومقاطعةِ المسابقة. من ضمن هذه الرسائل رسالةُ والدة الشهيد الصحفيّ ياسر مترجى، والذي استُشهد برصاص قناصٍ إسرائيليٍّ بشكلٍ متعمّد أثناء تغطيته لمسيرات العودة الكبرى. وفي محاولةٍ للتغطية على خرقها لنداء المقاطعة، اختتمت الفنانة الأمريكيّة عرضها بعناقٍ لاثنين من راقصيها، يرتدي أحدهما العلم الفلسطينيّ والآخر العلم الإسرائيليّ. لم تكتفِ "مادونا" بترفيه الاستعمار، بلّ يمكن القول إنّها تتورّط في إدامة اضطهاد النظام الاستعماري الإسرائيلي لشعبنا، وكأنّ الصراع المستمرّ معه منذ أكثر من 71 عاماً ينتهي بعناقٍ على خشبة مسرح الـ "يوروفيجن" في تل أبيب، على بعد عشراتِ الكيلومترات من أكبر سجنٍ مفتوحٍ في العالم، قطاع غزة المحاصر.

نحترم الآراء الشخصية لكل فلسطيني/ة حول هذا الموضوع. ولكن حفاظاً على حركة المقاطعة وإنجازاتها، واعترافاً بما يقارب الإجماع الوطني حولها، لا بد من التمييز بين الآراء الشخصية ومواقف حركة المقاطعة BDS ومعاييرها، والتي نشأت وتطوّرت من قبل أوسع الأطر النقابية والوطنية والشعبية الفلسطينية على مدى سنين من النضال. على من يرغب بدعم القضية الفلسطينيّة احترام رغبة الإرادة الشعبيّة والالتزام بالمقاطعة، لا خرقها والاكتفاء بالتضامن الرمزي.

الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now