بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

النظام الإماراتي تجاوز التطبيع مع إسرائيل ومتورّطٌ في محاولات تصفية القضية الفلسطينية

فلسطين المحتلّة، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2019— يستمرّ النظام الإماراتي في التماهي مع نظام الاستعمار الإسرائيليّ في ضرب مصالح شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية وتقويض القضية الفلسطينية. تبعاً لتنسيقٍ على أعلى المستويات بين نظام الإمارات ودولة الاحتلال، أفاد الإعلام الصهيوني نيّة هذا النظام تحقيق "الحلم الإسرائيلي" بفتحه المجال أمام الإسرائيليين  للدخول إلى الإمارات العربية المتحدة بجوازات سفرهم الإسرائيلية ودون معيقات، تزامناً مع معرض "إكسبو 2020" التكنولوجي المزمع عقده في تشرين الأول/أكتوبر العام المقبل وسيستمرّ لمدة ستة شهورٍ. ووفقاً لتصريحات أحد المسؤولين الإماراتيين لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الصهيونية، ستمثّل الست شهور فترةً تجريبيةً للتسهيلات المنوي تقديمها لحملة الجنسية الإسرائيلية، على أن تستمرّ بعد انعقاد المعرض.

وفي الوقت الذي يقاطع فيه أصحاب الضمائر الحية المعارض التكنولوجية الإسرائيلية في بلدانهم، تلك المعارض التي تسوّق التكنولوجيا العسكرية والرقابية "المجرّبة"، والتي دفع الفلسطينيون على مدار عقودٍ فاتورة "جدارتها" من دمائهم، تستضيف الإمارات إسرائيل في المعرض التكنولوجي موفّرة لها فرصةً ذهبيّةً لعرض ابتكاراتها التكنولوجية على أرض عربية. وهذا ما احتفت به وزارة الخارجية في دولة الاحتلال أثناء عرضها لتصوّر الجناح الإسرائيلي في المعرض، والذي سيحمل ثيمة "لا جدران". هذا بينما يستمرّ النظام الإسرائيلي في محاصرة الفلسطينيين وتضييق الخناق على حياتهم اليومية في الجدران الواقعية التي شيّدها في الأراضي المحتلّة.

إن هذا التواطؤ المشين للنظام الإماراتي مع إسرائيل هو بمثابة خيانة لتاريخ العلاقات المتينة والطويلة التي لطالما ربطت الشعب الإماراتي الشقيق بشعب فلسطين وقضيته، وهو تقويض لحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها التحرر الوطني وعودة اللاجئين إلى الديار وتقرير المصير.
 

تطبيع وتنسيق أمني وسياسي غير مسبوق بين الإمارات ودولة الاحتلال

يندرج تطوّر العلاقات التطبيعية بشكلٍ علنيٍّ في ضوء مشاركة دولة الإمارات في مؤتمر البحرين في حزيران/يونيو الماضي، ضمن تحالف بعض الأنظمة الاستبدادية الخليجية، المعزولة جماهيرياً، مع الإدارة الأمريكية الحالية لمناقشة مبادرات اقتصادية تمهّد لـ"صفقة القرن"، والتي تهدف بشكلٍ أساسيٍّ لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني.

إذ بدأ التناغم السريّ بين نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرئيلي والنظام الإماراتي بالظهور علناً في الآونة الأخيرة، حيث استقبل الأخير شخصياتٍ رسميّة عدّة تمثّل دولة الاحتلال بشكلٍ علني، ورافقها اجتماعاتٌ سريّة لبحث سبل تعزيز التعاون الإماراتيّ-الإسرائيليّ في المجالين الاقتصاديّ والثقافيّ. فقد شارك وزير الخارجيّة الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، المعروف بعنصريته الفجة ضد العرب، في مؤتمر الأمم المتحدة المناخي الذي عقد في الإمارات في حزيران/يونيو الماضي، فضلاً عن مرافقة وزيرة الثقافة الإسرائيلية اليمينية المتطرّفة "ميري ريجيف" للفريق الإسرائيليّ خلال دوري الجودو الدوليّ في تشرين الأول العام الماضي (والذي عُقد مجدّداً هذا العام بمشاركة خمسة لاعبين إسرائيليين بين 24-26 تشرين الأول/أكتوبر). هذا إضافةً إلى ما تداولته وسائل الإعلام بشأن زيارةٍ سريّة لرئيس أركان جيش الاحتلال السابق "غادي آزينكوت" في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي.

كما طالت العلاقات الإماراتيّة-الإسرائيلية التطبيعيّة المجال الجويّ، بعدما هبطت إحدى طائرات شركة "موانئ دبيّ العالميّة" الحكومية (DP World)، والتي تعدّ واحدة من أكبر خمس شركاتٍ عالميّة لإدارة الموانئ، في مطار اللد "بن غوريون" الإسرائيلي عدّة مراتٍ. وتربط الشركة المذكورة علاقاتٌ تجاريّةٌ مع إسرائيل، أبرزها الاستثمارات المشتركة التي تجمعها بشركة الملاحة الإسرائيلية "زيم" (Zim)، والمتورّطة بشكلٍ مباشرٍ في الجرائم الإسرائيلية بحقّ شعبنا منذ النكبة إلى يومنا هذا. تعمل شركة "مونئ دبي العالمية" بشكلٍ جديٍّ على تعزيز العلاقات التجاريّة مع إسرائيل، وهو ما دفع برئيسها التنفيذيّ، السلطان أحمد بن سليّم، لزيارة "تل أبيب" في آب/أغسطس الماضي لبحث سبل تعزيز هذا التعاون.

ولم تقف العلاقات التطبيعية الإماراتيّة- الإسرائيليّة على التطبيع التجاري، برعاية حكومية، بل تتعدّاها إلى المستوى الأمني، كما كشف تحقيق لـ "بلومبيرج" عن مشروع بنية تحتية أمنية وضعته شركة إسرائيلية بمهندسين إسرائيليين في الإمارات بقيمة 6 مليارات دولارٍ.  وفي ظل التعتيم على الصفقات العسكريّة/الأمنية المبرمة بين دولة الاحتلال وبعض الأنظمة الخليجيّة الاستبدادية، كشف تقريرٌ جديد لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤخّراً عن صفقة أُبرمت بين إسرائيل والإمارات لشراء الأخيرة طائرة مراقبة إسرائيلية متطورة قُدرت بنحو 846 مليون دولارٍ.

هي محاولاتٌ لن تنجح، حتماً، في تطبيع نظام الاستعمار الإسرائيلي في أذهان شعوبنا العربية،كما أنّه من غير المعقول أن يستمرّ الصمت الفلسطيني الرسمي في شأن هذه العلاقات التطبيعية، والتي لا يمكننا قراءتها في مرحلة انهيار الرسمي العربيّ والانفلات التطبيعيّ المستمر إلا ضمن التطبيع الرسمي الفلسطيني، فيما يسمى بالتنسيق الأمني مع الاحتلال وأجهزته، في مخالفة صريحة لقرارات المجلس المركزي والوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والذي مهّد الطريق لتكريس التطبيع الرسمي العربي، لا سيّما في الخليج.

ختاماً، تؤكد اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة تعويلها وإيمانها بشعوبنا العربية، التي لا تزال خطّ الدفاع الأول عن نضال الشعب الفلسطيني وقضيته. فإن نجح النظام الإسرائيلي في التطبيع مع بعض الأنظمة العربية غير المنتخبة، فقد عجز عن تلميع صورته أو تطبيع وجوده في أذهان شعوب منطقتنا التي ما تزال، بعد 71 عاماً من الصراع، تعتبره عدوّها الأوّل. وعليه، نهيب هنا بالشعوب العربية عامةً، والشعب الإماراتي الشقيق خاصةً، بإدانة التطبيع المستمرّ للنظام الإماراتي مع إسرائيل والضغط من أجل قطع العلاقات الإماراتية- الإسرائيلية أولاً، والضغط على النظام الإماراتي حتى انسحاب دولة الاحتلال من معرض "إكسبو دبي 2020"، أو الدعوة لمقاطعة المعرض ككل في حال لم تستجِب للضغط.


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now