بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

دعوة لمقاطعة جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بعد توقيعها مذكرة تفاهم مع معهد "وايزمان" الإسرائيلي

في الوقت الذي تتسع فيه رقعة المقاطعة الأكاديمية العالمية لكافة الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية بسبب تواطؤها الواعي منذ عقود في نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ، توقّع جامعة "محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي" مذكّرة تفاهمٍ تطبيعية مع معهد و"وايزمان" الإسرائيلي للعلوم في أعقاب الاتفاقية الخيانية بين النظامين. لنقاطع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي! 

فلسطين المحتلّة، 21 أيلول/ سبتمبر 2020 -- انسجاماً مع الموقف الشعبي العربي الرافض لاتفاقية الخيانة الإماراتية-الإسرائيلية، تدعو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) لمقاطعة جامعة "محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي" بعد توقيعها مذكرة تفاهمٍ تطبيعية مع معهد "وايزمن" الإسرائيليّ للعلوم.

لا بدّ من التذكير بأنه بعد مرور 42 عاماً على توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" الخيانيّة بين نظام السادات ودولة الاحتلال، لم تقُم أيّ جامعة في مصر الشقيقة بتوقيع اتفاقية تعاونٍ مع أيّ جامعة إسرائيلية!

 وأعلنت الجامعة الإماراتية عن الاتفاقية في تغريدةٍ على حسابها الرسميّ، الأحد الماضي الموافق 9/13، واصفةً الاتفاقيّة بأنّها الأولى من نوعها بين جامعة إماراتية وأخرى إسرائيلية، ومؤكدةً على أنّ الهدف منها هو "النهوض بإمكانيات تطوير واستخدام الذكاء الصناعي كأداة للتقدم".

تلعب الجامعات الإسرائيلية دوراً هاماً في تخطيط وتنفيذ وتبرير وتعزيز نظام الاحتلال العسكري والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي المستمرّ ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى رفده بالمعرفة اللازمة لاستمراره في انتهاك حقوق شعبنا.

فقد قامت جامعة "تل أبيب"، على سبيل المثال، بتطوير ما تسمى بـ"عقيدة الضاحية" المتعلقة باستخدام الجيش الإسرائيلي قوة غير متكافئة في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية للضغط على المقاومة.

أما معهد "وايزمن"، الذي وقّعت معه الجامعة الإماراتية مذكّرة التفاهم، فقد عُرف تاريخيّاً بتعاونه مع الصناعات الحربية الإسرائيلية. فقد استضاف المعهد شركتيّ (Rafael) و(Elbit Systems) العسكريتين في حديقة العلوم التقنية "كريات وايزمان" التابعة له، كما تسهّل شركة التسويق "Yeda" التابعة للمعهد تعاونه مع جهات حكومية مثل وزارة الحرب الإسرائيليّة.  ويدير المعهد كذلك برنامج ماجستير مخصص لمساعدة الجنود في جيش الاحتلال على الموازنة بين الخدمة في الجيش ونشاطهم الأكاديميّ. هذا بالاضافة إلى وجود شخصيات تتقلّد مناصب عليا في مجالات الأمن والتجسّس والعسكرة ضمن مجلس إدارة "وايزمن" مثل "ميشيل فيدرمان" رئيس مجلس إدارة شركة (Elbit Systems) للصناعات العسكرية.

جاء الاتفاق بين الجامعة الإماراتية والمعهد الإسرائيلي بعد الإعلان عن اتفاق التطبيع بين النظام الإماراتي الاستبدادي ونظام الاستعمار الإسرائيلي، وسبقته سنوات من التعاون والاستثمارات المتبادلة في مجال التكنولوجيا وتقنيات الرقابة والتجسس بين النظامين. ففي أيلول/سبتمبر الماضي على سبيل المثال، قامت شركتان إماراتيتان، وهما (G42) و(DarkMatter)، بالتوقيع على اتفاقيات تعاون مع شركة الأسلحة الإسرائيلية (Rafael) وشركة صناعات الطيران الإسرائيلية (IAI). جدير بالذكر أنّ الشركتين الإماراتيتين متورطتان في انتهاكات لحقوق الإنسان متعلقة بانتهاكهما لخصوصية المستخدمين والمشاركة في التجسس على نشطاء سياسيين وحقوقيين.

وفي سياق التعاون  الإماراتي مع النظام الإسرائيليّ الرائد في تكنولوجيا القمع والتجسس، يتصاعد القلق والمخاوف من تصعيد النظام الإماراتي للقمع الإلكتروني نتيجة التقارب مع إسرائيل، والذي من المتوقع أن تزداد حدته ونتائجه الوخيمة في أعقاب توقيع اتفاق العار. فتقنيات الرقابة والعسكرة الإسرائيلية، التي يتم تسويقها على أنها "مجرّبة" في الميدان، أي مجربة على الفلسطينيين، ستوظّف لزيادة قمع حرية سكّان الإمارات، من مواطنين ووافدين، بالضبط كما هو الحال في حرب إسرائيل المفتوحة على شعبنا الفلسطينيّ.

إننا لعلى ثقة بأنّ غالبية شعب الإمارات الشقيق، المجبرة على الصمت، ترفض هذا التحالف بين النظام  الاستبدادي وإسرائيل وأنّ إرادتها ستنتصر لا محالة. ففي الوقت الذي تتسع فيه رقعة المقاطعة الأكاديمية العالمية لكافة الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية بسبب تواطؤها الواعي منذ عقود في نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيليّ، تصبح المقاطعة بكافة أشكالها واجباً أخلاقياً ووطنياً على كل مواطن عربيّ وصاحب ضمير حيّ حول العالم. 


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now