نجحت حركة المقاطعة في صنع تغيير جذري في نظرة الرأي العام الغربي لدولة الاستعمار-الاستيطاني والاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي خلال العقد الماضي. إن التأييد المتزايد لحقوق الشعب الفلسطيني المكتسب من خلال حركة المقاطعة سيجعل من الصعب على الحكومات الغربية الاستمرار في دعمها لإسرائيل.
إن استطلاعات الرأي العام العالمي التي تجريها BBC سنويًا أظهرت في السنوات القليلة الماضية أن إسرائيل باتت تنافس كوريا الشمالية على موقع ثالث أو رابع أسوأ دولة سمعةً في العالم. هذا ينعكس، بلا أدنى شك، على العلاقات الإسرائيلية مع العالم سواء على المستوى التجاري أو السياسي أو الاجتماعي.
وفي الولايات المتحدة، حيث يتمتع اللوبي الصهيوني بنفوذ هائل في الكونجرس الأمريكي، تُظهر استطلاعات الرأي تغيرًا غير مسبوق في الدعم الذي تحظى به إسرائيل من قبل الحزبين، الجمهوري والديمقراطي.
في استطلاع لـ"رأي النخبة" لعام 2015، اعتبر 76% من واضعي سياسات الحزب الديمقراطي أن إسرائيل تمتلك تأثيرًا "أقوى من اللازم" في السياسة الخارجية الأمريكية، بينما أيّد 47% من الديمقراطيين أن إسرائيل دولة "عنصرية". وأقر قرابة 31% من نخبة الحزب الديمقراطي بأنهم مستعدون لتأييد حركة مقاطعة إسرائيل وفقاً للاستطلاع. كما أظهر استطلاع آخر في عام 2015 أن ما نسبته 49% من الديمقراطيين يرغبون في "فرض عقوبات أو إجراءات أقوى" على إسرائيل، بينما ارتفعت هذه النسبة إلى 60% في ذات الاستطلاع للعام 2016. وأخيرًا، وبحسب استطلاع أجرته مجموعة تابعة للوبي صهيونية في عام 2014، فإن 15% من اليهود الأمريكيين يؤيدون المقاطعة الشاملة لإسرائيل.
كل هذه الإحصائيات تؤكد بأن الرأي العام الغربي نحو إسرائيل يتغير بشكل غير مسبوق، مما يفاقم عزلتها، ويعزز ضغط الشعوب على حكوماتها تجاه محاسبة إسرائيل وفرض العقوبات عليها تضامناً مع نضال الشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الأوروبي، فقد أيّد في مطلع عام 2016 حزبان هولنديان مقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها، وكذلك فقد أيد حزب الخضر الأيسلندي حركة مقاطعة إسرائيل BDS، وسحبت صناديق تقاعد سيادية أوروبية كبرى استثماراتها من بنوك و/أو شركات إسرائيلية.
ما لاشك فيه هو أن الدعم الرسمي لإسرائيل لا يزال قويًا حتى الآن، ولكن في ذات الوقت، فإن حركة مقاطعة إسرائيل BDS قادرة أن تصبح أداة قوية لإنهاء الدعم الرسمي الغربي لمنظومة الاستعمار-الاستيطاني والفصل العنصري الصهيوني.