بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل تستنكر محاولات "أسرلة" مدارس القدس المحتلة

 تستنكر اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) بشدّة قيام إدارة مدرسة الأفق - بيت حنينا بتصميم رقصة لطالباتها الفلسطينيات المقدسيات على أنغام أغنية عبرية. وتُطالب بإقالة مدير/ة المدرسة وكل شخص آخر يثبت توّرطه/ا فيما حصل. وبالنظر إلى سياق المدارس في القدس المحتلة، تؤكد اللجنة على تعاظم أهمية وقوف أهالي الطلبة عند مسؤلياتهم/نّ في زرع المفاهيم الوطنيّة الرافضة لكلّ أشكال التعايش والتطبيع مع المُحتلّ، ودعم كل الأصوات التي تطالب بمحاسبة المتورّطين في هذا التطبيع والتماهي مع سياسة كي وعي أطفالنا بالتسليم بأبدية الاستعمار الصهيوني لفلسطين.

فلسطين المحتلّة، 31 أيار/مايو 2023– تستنكر اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS) بشدّة قيام إدارة مدرسة الأفق - بيت حنينا بتصميم رقصة لطالباتها الفلسطينيات المقدسيات على أنغام أغنية عبرية. وتُطالب بإقالة مدير/ة المدرسة وكل شخص آخر يثبت توّرطه/ا فيما حصل. وبالنظر إلى سياق المدارس في القدس المحتلة، تؤكد اللجنة على تعاظم أهمية وقوف أهالي الطلبة عند مسؤلياتهم/نّ في زرع المفاهيم الوطنيّة الرافضة لكلّ أشكال التعايش والتطبيع مع المُحتلّ، ودعم كل الأصوات التي تطالب بمحاسبة المتورّطين في هذا التطبيع والتماهي مع سياسة كي وعي أطفالنا بالتسليم بأبدية الاستعمار الصهيوني لفلسطين.

لا يُمكن فهم توظيف لغة العدوّ في فقرة فنية للأطفال في القدس المحتلّة إلا ضمن سياق محاولات "أسرلة" القُدس وسلخها عن سياقها الثقافي العربي (بمكوناته المتعددة)، وضمن مسيرة طويلة من محاولات فرض التطبيع بين المقدسيين عامة وفي المدارس بشكل خاص. إن هذا التطبيع يهدف إلى تصوير العدو الإسرائيلي ككيان طبيعي يمكن لنا استخدام لغته في الحيّز العام بشكل اختياري، بغض النظر عن كونها لغة العدو الذي يستمرّ في تدمير القدس بتاريخها وتدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية وتهجير أهلها ومحاولة استعمار عقول أبنائها وبناتها.

إنّ معايير مناهضة التطبيع المتوافق عليها في المجتمع الفلسطيني، في تحليلها للعلاقة مع الاحتلال ومؤسساته وهيئاته ولغته، تميّز بوضوح بين العلاقة القسرية/الاضطرارية من جهة، أي الضرورية من أجل تعزيز الصمود، والعلاقة الطوعية من جهة أخرى، وهي تطبيعية بالضرورة. إن كان تعلّم اللغة العبرية من قبل أهلنا في القدس المحتلة، من قبيل معرفة العدوّ أو لاستخدامها في مجال تلقي الخدمات الأساسية التي لا غنى عنها (الاجتماعية والصحية والتعليمية وغيرها)، هي ضرورة في ظل نظام الاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي الجاثم على صدورنا، فلا يمكن اعتبار استخدام لغة العدو في الرقص والغناء والترفيه والمخاطبة بيننا، أو استخدام العَلَم الإسرائيلي كما جرى في مدرسة "راهبات الوردية" منذ أيام، إلا كتطبيع وتماهٍ مع مشروع "الأسرلة" الاستعماري.

في الوقت الذي تتعرض فيه الثقافة الوطنية والمناهج الفلسطينية لهجمة شرسة من العدو الإسرائيلي وحلفائه في الحكومة الأمريكية والاتحاد الأوروبي [1] المعادي لشعبنا، وتكرّس بلدية الاحتلال ومراكزها الجماهيرية وبرامج "التمكين" و"التطوير" الغربية الميزانيات الضخمة من أجل تطوير أدوات ناعمة في محاولة يائسة لاحتلال عقول الشباب المقدسي،  يصبح الوقوف في وجه المتورطين في التطبيع وفي تشويه نضال شعبنا الفلسطيني وإنجازات المقدسيين الوطنية ضرورةً ملحة أكثر من أي وقت مضى. 

إنّ التمويل الإسرائيلي لبعض مدارس القدس المحتلة، وهو بكافة أشكاله تمويل مشروط بالضرورة، لا يعمل إلا على سلخ الشباب الفلسطيني عن تاريخه وحضارته وحرفه عن قِيَمه الوطنيّه، ويحاول جاهدًا فرض شروط من شأنها خلق مفاهيم تطبيعيّة "تعايشيّة" بين المُستَعمِر والمُستَعمَر. تقف اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة مع أهالينا ومع كافة الأطر الشعبية والوطنية التي تتصدّى بحزم للتطبيع المنفلت من عقاله في القدس، فمعركة مناهضة التطبيع، بأشكاله، والصراع ضد "الأسرلة" هما رافدان ضروريان من روافد كفاحنا من أجل حقوق شعبنا، وعلى رأسها تقرير المصير وعودة اللاجئين والتحرر الوطني.

---------------------------------------------

[1] على سبيل المثال، صوّت البرلمان الأوروبي مؤخرًا بأغلبية 421 صوتًا مُقابل 151 صوتًا على قرار يدين ما أسماه "خطاب الكراهية" في كتب المنهاج الذي تصدره السلطة الفلسطينيّة، ويشترط أي تمويل مستقبلي لإصدار هذه الكتب بإزالة ما سمّاه "المحتوى المعادي للسّامية".

 


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now