التطورات

نجاح كبير لحركة المقاطعة (BDS): مايكروسوفت تسحب استثماراتها من شركة "أني فيجن" الإسرائيلية للتجسّس

بعد حملة دولية واسعة للضغط عليها، وبمشاركة نقابات عمّالية ومنظّمات حقوقية، أعلنت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية سحب استثماراتها البالغة 75 مليون دولار من شركة "أني فيجن" الإسرائيلية المتخصّصة  في تكنولوجيا التعرّف على الوجوه، والتي يوظفها الاحتلال الإسرائيلي للتجسس على الفلسطينيين.

فلسطين المحتلّة، 1 نيسان 2020-- بعد حملةٍ واسعة للضغط عليها، أعلنت شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) الأمريكية سحب استثماراتها البالغة 75 مليون دولارٍ من شركة "أني فيجن"  (AnyVision) الإسرائيلية المتخصّصة في تكنولوجيا التعرّف على الوجوه، التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي في التجسّس على الفلسطينيين وملاحقتهم .

وبمجرّد اتضاح حجم تورّط "مايكروسوفت" في تمويل شركة "أني فيجن" الإسرائيلية في يونيو/حزيران الماضي، انطلقت حملة عالمية واسعة، بريادة منظّمة "صوت يهودي من أجل السلام" وبالشراكة مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، قيادة حركة المقاطعة (BDS)، ومنظّمات حقوقية ونقابات عمّالية، للضغط على "مايكروسوفت" حتى سحب استثمارها من الشركة.

أسّس شركة "أني فيجن" ويعمل بها عسكريون وأفراد من وكالاتٍ استخباراتية وأمنيةٍ إسرائيلية، وتعدّ متورطةً بتزويد جيش الاحتلال بتقنياتٍ لقمع الفلسطينيين، بالإضافة إلى تجربتها ميدانياً على الفلسطينين خلسةً عند الحواجز ونقاط التفتيش العسكرية. وكانت الشركة الإسرائيلية، والتي تحمل شعار "من أجل مدنٍ آمنة"، قد حازت على جائزة  "الدفاع" الإسرائيلية في عام 2018 بسبب دورها الأمنيّ "الفعّال" في استخدامها.

المزيد عن هذه التقنية وكيف تعمل على تمييز الوجوه وملاحقة الأشخاص، في هذا التقرير المصوّر

وفي كانون الثاني/يناير، اعتصم العشرات أمام مقرّ "مايكروسوفت" للضغط عليها حتى سحب استثمارها في شركة "أني فيجن" الإسرائيلية، وتمّ تسليم عريضةٍ تحمل أكثر من 75 ألف توقيعٍ، من بينهم عاملون في الشركة انضموا إلى النداء بعدما وضّح لهم نشطاء الحملة كيف تنتهك "مايكروسوفت" مبادءها الأخلاقية العامة. كما علّق نشطاء الحملة اللافتات والإعلانات العامة، مردّدين "الآلاف يقولون إن مايكروسوفت مخطئة!".وتستخدم التقنية التي كانت قد موّلتها شركة "مايكروسوفت" في تدعيم الاحتلال العسكري للضفة الغربية.

وحول هذا النجاح، قالت "غرانات كيم"، مديرة التواصل في منظّمة "صوت يهودي من أجل السلام":

 في الوقت الذي تتعرض فيه حقوقنا المدنية للتهديد من قبل الأنظمة الاستبدادية مع وصولها إلى التكنولوجيا مثل أنظمة التعرف على الوجه الخاصة بشركة "أني فيجين"، يعدّ امتثال "مايكروسوفت" للضغط وسحبها استثمارها في الشركة إنجازاً ضخماً لحركة المقاطعة (BDS).

من جهتها، رحبت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة بهذا النجاح، على لسان أحد مؤسسي حركة المقاطعة (BDS)، عمر البرغوثي:

يمثّل قرار "مايكروسوفت" بسحب استثمارها الكبير من "أني فيجن" ضربةً قويةً للأخيرة، والتي تعدّ متورّطةً بشكلٍ خطير في انتهاكات حقوق شعبنا الفلسطيني، كما يعبّر عن أهمية تكاتف جهودنا في هذه اللحظة التاريخية. إن الجرائم الإسرائيلية ضد شعبنا الفلسطيني مستمرّةٌ، بتواطؤ العديد من الشركات مثل "أني فيجين"، على الرغم من تهديد جائحة الكورونا العالمية، ولذا فإن مقاومتنا وإصرارنا على الحرية والعدالة والمساواة لا يُمكن إلا أن يستمرّا.

بات جلياً اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، أن الاستثمار في الرعاية والخدمات الاجتماعية للحفاظ على حيوات الناس وتحسين شروطها هو أهمّ بألف مرّةٍ من الاستثمار في العسكرة والتجسّس وانتهاكات حقوق الإنسان. لا تستفيد الشركات الإسرائيلية كـ "أني فيجين" من الجرائم الإسرائيلية فحسب، بل تعمل على تصدير عقيدتها القمعية حول العالم. إنّ الحملة ضد الشركة الإسرائيلية مستمرّة، وندعو جميع الشركات والجامعات والسلطات المحلية حول العالم لإنهاء تعاونها معها واستثماراتها فيها.

جديرٌ بالذكر أنّ شركة "أني فيجن" تتّخذ من "تل أبيب" مقرّاً لها، وتعمل منذ تأسيسها على مشاريع مشتركة وعقود مع جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومات وشركات دولية. بينما يأتي هذا النجاح بعد أقلّ من عامٍ من إعلان "مايكروسوفت" عن الاستثمار في شركة "أني فيجين"، وتستمرّ الحملة ضدّها.


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now