بيان للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل

في يوم الأسير الفلسطيني كيف يواجه الأسرى والأسيرات سياسات السجّان المجحفة؟

تحيّي اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل (BDS) أسرانا وأسيراتنا البواسل في سجون الاحتلال، وتجدّد العهد على النضال من أجل حريتهم من خلال تصعيد حملات المقاطعة لعزل نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي والمؤسسات والشركات المتورطة في جرائمه بحق شعبنا وأسرانا. خاصة في ظل التضيقات التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في الآونة الأخيرة، بتعليمات من قيادات حكومة أقصى اليمين بعناصرها الفاشية التي تسعى لحرمانهم/نّ من حقوقهم/نّ الأساسية المنتزعة من خلال سنوات من التضحيات ومعارك الإضراب عن الطعام.

في يوم الأسير الفلسطيني، تحيّي اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل (BDS) أسرانا وأسيراتنا البواسل في سجون الاحتلال، وتجدّد العهد على النضال من أجل حريتهم من خلال تصعيد حملات المقاطعة لعزل نظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي والمؤسسات والشركات المتورطة في جرائمه بحق شعبنا وأسرانا. خاصة في ظل التضيقات التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات في الآونة الأخيرة، بتعليمات من قيادات حكومة أقصى اليمين بعناصرها الفاشية التي تسعى لحرمانهم/نّ من حقوقهم/نّ الأساسية المنتزعة من خلال سنوات من التضحيات ومعارك الإضراب عن الطعام.

فمنذ بداية عام 2023 فقط، سُجّلت أكثر من 2,200 حالة اعتقال بحق المناضلين/ات الفلسطينيين/ات، من ضمنها 1,000 حالة اعتقال إداري (دون تهمة ولا أدلة).

ظهرت هذه الأرقام غير المسبوقة مع صعود الحكومة المتطرفة الجديدة ووزير "الأمن الوطني" الفاشي بن غفير بالذات، وكشفت القناع عن الوجه الحقيقي لإسرائيل كنظام استعمار استيطاني وأبارتهايد واحتلال عسكري بعيد كل البعد عن "الديمقراطية" التي يدّعيها.

إضافةً إلى الزيادة غير المسبوقة في حالات الاعتقال الإداري، والاعتقالات الجماعية، وحملات القمع والتفتيش المستمرة، أصدر بن غفير سلسلة من القرارات والإجراءات التي ضيّقت الخناق على الأسرى والأسيرات، أبرزها تشريع قانون حرمان الأسرى من العلاج على حساب الدولة، استكمالًا لسياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي يعاني منها الأسرى منذ عشرات السنوات.

في حديثٍ أجريناه مع الأسير المحرر جمال زيد، وهو أحد الأسرى الذين كانوا يقضون أوقاتًا طويلة في المراكز الطبية وعيادات السجون بسبب مرضه، قال: 

"هذه ليست سياسة جديدة، هذا هو الوجه الحقيقي لإسرائيل. فقد تم اعتقالي إدارياً بتاريخ 2021/9/15، وفي نفس اليوم تم اقتيادي وأنا مُكبّل اليدين إلى مستشفى (شعاري تسيدك) في القدس المحتلة من أجل جلسة غسيل كلى بسبب حالتي الصحية الصعبة آنذاك. لأتفاجأ بعد تحرري برسالة أرسلها المستشفى لزوجتي مطالبًا إياها بتسديد مصاريف العلاج الذي تلقيته في الأسْر! ولم تكُن هذه الحالة الوحيدة، فهناك أيضًا الأسير إسلام السباتين الذي لا يزال معتقلًا في سجون الاحتلال، والذي طالبه المستشفى، الذي تلقى العلاج فيه أثناء اعتقاله، بتسديد تكاليف العلاج، حتى قبل تحرره!

"هذا التوجه قديم. فالإعلان عن حرمان الأسرى من العلاج على حساب الدولة ليس بالأمر الجديد بتاتًا، ولكنّه أصبح مقنّنًا ويتم الحديث عنه بعلانية، أمّا حرماننا من العلاج والمماطلة في الاستجابة لطلبات كل الأسرى العلاجية ما هو إلا سياسة قديمة تنتهجها إدارة السجون الإسرائيلية منذ عشرات السنين".

واتخذ زيد في حديثه الأسير الشهيد ناصر أبو حميد مثالًا على سياسة المماطلة والتسويف الإسرائيلية في تقديم العلاج اللازم والمستعجل للأسرى، حيث حدّثنا عن المدة القصيرة جدًا لعلاج أبو حميد، وعن السماح له ببدء العلاج الكيميائي متأخراً للغاية، ما أدى إلى استشهاده.

كما ذكر قصص العديد من الأسرى الذين يعانون من شلل، أو بتر بإحدى الأطراف، بسبب إطلاق الاحتلال النار عليهم قُبيل اعتقالهم، ويعانون من الإهمال الطبي والمماطلة في تقديم العلاج المناسب، ثم يسعى الاحتلال لمطالبتهم بتسديد تكاليف العلاج وهم معتقلين في سجونه، بعد أن تسبّب لهم بتلك الإصابات.

أمّا بخصوص قرار تقليص مدة الخروج إلى ساحة السجن (الفورة)، تقول الأسيرة المحررة لينا خطاب: 

"قبل دقائق من فتح أبواب ’الفورة‘، تبدأ أصوات الأحاديث والضحكات ترتفع، لم أشهد حماس كحماس الأسيرات قبل خروجهن للفورة! كانت الفورة بالنسبة لنا هي العودة للحياة، رغم أن ساتراً كالشبكة مقسّماً إلى مربعات صغيرة كان يمنعنا من الاستمتاع بالمشهد الكامل للسماء، إلا أننا كنا نستمتع بالحديث، والضحك، والاستماع إلى الراديو، وممارسة الفعاليات تحت ’شبابيك‘ السماء الصغيرة تلك.

كانت السماء الزرقاء هي نقطة لقائنا مع الخارج، فتلك السماء نفسها التي يقف تحتها أهلنا وأصدقاؤنا ومن نحب.

أذكر جيّدًا عندما عاقبتنا إدارة السجن وحرمتنا من الفورة لمدة أسبوعٍ كامل بعد أن اعتدت علينا بالضرب والسحل بسبب رفعنا العلم الفلسطيني داخل السجن. كان ذلك الأسبوع من أصعب الأيام التي عشناها. ولا أستطيع تخيّل شكل الحياة إذا تمت المصادقة على قرار تقليص مدة الخروج إلى الفورة لساعتين فقط في اليوم! لا بد أن هذا كابوس كل الأسيرات والأسرى الفلسطينيات/ين".

من السياسات المنوي العمل بها أيضًا تقليص مدة الاستحمام لكل أسير/ة إلى 4 دقائق فقط، بالإضافة إلى وقف المياه الساخنة أيضًا، وهو انتهاك صارخ لأبسط وأقل الحقوق الإنسانية.

وتعليقًا على هذه السياسات، قال الأسير المحرّر الشاب أمل نخلة أنه قد عاش التجربة بالفعل عندما كان طفلًا في قسم الأشبال في سجن عوفر، حيث تعمّدت إدارة السجون قطع الماء الساخن على الأسرى الأطفال في الشتاء كعقوبة جماعية ضمن سلسلة الإجراءات القمعية المستمرة بحق الأسرى الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الستة عشر عامًا.

كما يعمل الوزير الفاشي بن غفير على وضع سياسات مجحفة بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين/ات، مثل إغلاق المخبز الذي يصنع الخبز للأسرى في سجون الجنوب، واستبداله بخبز رديء "لا يصلح حتى للدواب"، على حد وصف أحد الأسرى.

هذا إضافةً إلى قرار نقل الأسرى بشكل جماعي من سجن إلى آخر، مما يشكّل زعزعة وعدم استقرار في حياتهم داخل السجون، ومضاعفة عمليات التفتيش والتخريب والقمع الوحشي داخل الأقسام، ووقف استخدام الهاتف العمومي في السجون، وتقليل كمية الملابس المسموح للأسرى إدخالها عن طريق ذويهم، وتقليص عدد زيارات الأهل إلى زيارة واحدة كل شهرين، وتركيب أجهزة تشويش الهواتف النقالة في كافة السجون.

 

وفاءً لنضال أسرانا وأسيراتنا، واستلهامًا من تنامي دعم حركة المقاطعة حول العالم من قبل نقابات عمّالية وحركات اجتماعية هائلة ومؤسسات مجتمع مدني، لنكثّف الضغط على الشركات الجشعة التي تتربّح من اضطهاد شعبنا وأبطاله ولنصعّد حملات المقاطعة وسحب الاستثمارات، خاصة ضد شركة (HP) المتورطة في تقديم خدماتها للشرطة الإسرائيلية التي تعتقل وتنكل بأسرانا وأسيراتنا وأبناء وبنات شعبنا، لنُعلمها أنّ للتربّح من جرائم الحرب الإسرائيلية ثمنًا باهظًا.

 


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now