في الأخبار
This article is reposted from , click here to read the original article.

أرض الغد (Tomorrowland) حضور فني لإسرائيل في لبنان؟

طويلة هي معارك مواجهة التطبيع بين لبنان وإسرائيل، مواجهة لن تكون آخرها الدعوة التي أطلقتها حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان والمبادرات الرديفة، لمواجهة الدعوة إلى إقامة حفل "Tomorrow Land" المُزمع إقامته في مدينة جبيل اللبنانية في 29 تموز/ يوليو الجاري.

يستضيف لبنان في 29 تموز/ يوليو حفل "Tomorrow Land" أو "أرض الغد" الموسيقي الذي سينعقد في وقت موحّد في سبع دول أخرى، تحت عنوان "مدّ جسور التواصل" وفق الموقع الرسمي له.

ويُعتبر الحفل أحد أضخم المهرجانات الموسيقية التي تُقام في العالم، وقد جرى بنسخته الأولى عام 2005، وتلته احتفالات سنوية أقيمت في بلجيكا وتحديداً في العاصمة بروكسل بحضور آلاف المشاركين من مختلف أنحاء العالم.

شركة ID&T المُنظّمة للحفل قرّرت هذا العام أن تقيمه في وقت واحد في كل من الإمارات وألمانيا وإسرائيل ولبنان ومالطا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وتايوان، في "رابط سحري" على حد تعبيرها، يؤمّن اتصال بلجيكا مع مختلف أنحاء العالم في فعالية تهدف إلى "الجمع بين ثقافات هذه الدول" وفق ما قالت الشركة المنظّمة على موقعها الإلكتروني. 

 


بيان جمعية أصدقاء بيبلوس

جبيل، إحدى أعرق المدن اللبنانية، ستحتضن "أرض الغد" وفق ما هو مقرّر، ليربط أرض لبنان وثقافته بتلك البلدان ومن بينها إسرائيل. إذاً، بيبلوس المعروفة بتاريخها الممدود كجسر مقاوِم بين حضارات العالم القديم إلى اليوم، يُراد لها أن تكون جسراً ممدوداً يصلنا بدولة الاحتلال، لتتّحد معها عن طريق البث المباشر في حفل كبير يبدأ عند السابعة من مساء 29 تموز/ يوليو القادم، وينتهي عند الرابعة من فجر اليوم التالي، هكذا، سيشاهد المحتفلون في مدينة جبيل اللبنانية ودبي الإماراتية الإسرائيليين، ويتفاعلون سوية في وقت واحد!

 ورفضاً للتطبيع، أطلقت جمعيات لبنانية بمواكبة من فعاليات في المجتمع المدني حملة لوقف الحفل "Tomorrow land"، وأصدروا بياناً أعلنوا فيه عن إطلاق حملة وطنية وشعبية ضد إقامة الحفل في جبيل، انطلاقاً من "موقع الالتزام بالقضية الفلسطينية حتى زوال الكيان الاستعماري الصهيوني من أرض فلسطين".

إضافة إلى ذلك، أصدرت جمعية "أصدقاء بيبلوس" التي يترأسها الوزير السابق جان لوي قرداحي بياناً استنكرت فيه قيام حفل "أرض الغد" في جبيل، معتبرةً إنه "وفي ظلّ استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والأماكن المُقدّسة في القدس، فمن غير الطبيعي أن يُقبل بهذا التطبيع غير المباشر". وقالت في البيان إن "بيبلوس لا ترحّب بأي شكل من الأشكال المشاركة في هذا الحدث". 

سماح إدريس رئيس حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان، قال للميادين نت "إننا أمام حدث يتّحد بشكل غير مباشر مع العدو الإسرائيلي"، وأضاف "مشاركة جهة لبنانيّة مع جهة إسرائيليّة في مشروع فنّيّ من هذا النوع هو تحايلٌ على القانون، وهو ما يقتضي لفتَ انتباه الجهات الرسميّة اللبنانيّة إليه من أجل اتّخاذ الإجراءات القانونيّة المناسبة".

-

الجمعيات الثقافية والاجتماعية في مدينة صور اللبنانية، سلكت أيضاً مسار المقاطعة ومشت على طريق الحملة، فأعلنت عن تكليف المحامي وسيم كوثراني للتحرّك قضائياً لمنع إقامة الحفل، وقد قام فعلاً بتقديم إخبار أمام الجهات القضائية المختصّة بهذا الخصوص.

كوثراني كشف للميادين نت،  عن أنه قدّم الإخبار للنيابة العامة التمييزية التي أحالتها بدورها لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، إلا أن المحكمة رفضته معتبرةً أن الحفل لا يمثّل انتهاكاً للقانون اللبناني.

وقد حصل الميادين نت على نص الإخبار الذي قدّمه كوثراني للسلطات اللبنانية.

 

في القانون

تنص المادة 285 من قانون العقوبات على أنه "يُعاقب بالحبس كل لبناني وكل شخص يسكن بلبنان أقدم أو حاول أن يُقدم مباشرة أو بواسطة شخص مُستعار على صفقة مع أحد رعايا دولة العدو الإسرائيلي".

وجاء في المادة الأولى من قانون مقاطعة إسرائيل أنه "يُحظّر على كل شخص طبيعي معنوي أن يعقد بالذات أو بالوساطة اتفاقاً مع هيئات أو أشخاص مُقيمين في إسرائيل أو لمصلحتها وذلك إن كان موضوع الاتفاق صفقات تجارية أو عمليات مالية أو أيّ تعامل وأياً كانت طبيعته".

"يظهر مما تقدّم أنّ ما تقوم به الشركة اللبنانيّة "انترتاينرز" عمل غير مشروع بموجب القانون اللبناني، إذ إنها تشارك جهة إسرائيلية "بالوساطة" في عمل فني على أراضٍ لبنانية. كما أن هذا الحفل هو تعامل تجاري غير مباشر مع إسرائيل، فأرباحُ المشروع سيستفيد منها كلُّ الجهات المشاركة، بما فيها دولة الاحتلال"، بحسب ما قاله سماح إدريس.

-

وعن التطوّرات الحاصلة في ما يخصّ تحرّكات حركة المقاطعة، قال إدريس إن "الحركة أرسلت رسالة لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون تمنّت فيها عدم حصول هكذا مشروع بعهده قد يكون مُقدمّة لمشاريع أخرى". 
عون بدوره أبدى تعاطفه وتأييده للمسألة بحسب ما قاله الوسطاء لإدريس. كما طلبت الحركة موعداً للقائه وبانتظار ردّه.

وتابع إدريس إن "الحركة أرسلت كتاباً خطياً للواء عباس إبراهيم شرحت فيه ماهية الحفل، مرفقاً بكافة المقالات التي تتحدّث عن الحفل لشرحه بشكل مُفصّل له كما طلبت منه موعداً للقائه لكن رداً لم يصلها حتى الآن منه". وأضاف أنّ "الحركة تحاول جمع قوة للتحرّك ميدانياً إذا لم يتم وقف الحفل وهذا الأمر مرهون بالتطوّرات الآتية إلى حين موعده".

وأشار إدريس إلى أن مكتب مُقاطعة إسرائيل ضمن وزارة الإقتصاد والتجارة اللبنانية اعتبر أن المشروع لا يخالف القانون وبالتالي أغلق الملف. كما لفت أيضاً إلى أن عدداً من الوزراء اللبنانيين أبدوا تأييدهم وبعضهم وعد بطرح المسألة في جلسة مجلس الوزراء القادمة. كما أنّ وزير السياحة الحالي رفض رعاية الحفل.

وعلى صفحات التواصل الإجتماعي، أطلقت حملة مقاطعة إسرائيل في لبنان وسم "قاطعوا Tomorrowland" الذي لاقى رواجاً كبيراً، إضافة لتقرير مُصوّر استطلع آراء المجتمع بحفل "أرض الغد".


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now