التطورات

ردًا على المجزرة بغزة، أربعون مجموعة طلابية وعشرات الأكاديميين في جامعة كامبريدج يطالبون الجامعة بمقاطعة شركتي كاتربيلر و(BAE)

فلسطين المحتلة، 20/06/2018-- سجلت حركة المقاطعة نجاحاً جديداً بإصدار ائتلاف طلابي واسع في جامعة كامبريدج يضم أكثر من أربعين مجموعة طلابية وعشرات الأكاديميين والعاملين بيان يحث الجامعة على قطع علاقاتها مع شركة المعدات الثقيلة كاتربيلر (Caterpillar) وشركة الأمن والأسلحة (BAE) لتورطهما المباشر في الجرائم الإسرائيلية وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين وتركيا والسعودية.

رحبت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة على لسان منسقة حملاتها في أوروبا، أليس استابي، بالقول:

يأتي هذا الموقف التضامني القوي من طلبة وطاقم جامعة كامبريدج ليؤكد أهمية حركة المقاطعة (BDS) في تحويل الغضب العالمي ضد الإجرام الإسرائيلي إلى حملات مؤثرة ضد نظامها الاستعماري وضد الشركات المتورطة في جرائمها. كما يملؤنا الفخر والأمل أن يصدر هذا الموقف عن مجموعات من أعراق وبلدان مختلفة، خاصة اليمن والأكراد، مما يعزز التضامن المشترك بين شعبنا والشعوب والمجموعات المضطهدة حول العالم التى تسعى لممارسة حقوقها الإنسانية والسياسية المكفولة دولياً.

حيث جاء في نص البيان الذي أعدته "الجمعية الفلسطينية في جامعة كامبريدج" و "الجمعية الكردية في جامعة كامبريدج":

" نحن الموقعون أدناه نطالب جامعة كامبريدج بقطع شراكتها فوراً مع شركة كاتربيلر وأنظمة (BAE)، كجزء من تحالف كامبريدج الخدماتي. بالحفاظ على هذه العلاقة، تجعل الجامعة من ذاتها، ومنا نحن الطلبة، متورطين في جرائم حرب بشكل مثير للعار. تعد هذه الشركات مهمة في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل إسرائيل، وتركيا، والسعودية.

في 14 مايو بغزة، قتل الجنود الإسرائيليون بالرصاص الحي 62 فلسطينياً وجرحوا آلافا آخرين لأنهم يتظاهرون لأجل حقوقهم المكفولة دوليًا (ضمن قرار الأمم المتحدة 194) كلاجئين لهم الحق في العودة إلى ديارهم.

لإسرائيل تاريخ طويل ووحشي في ارتكاب هذه الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني في فلسطين المحتلة. يعد هدم المنازل، وإعدام المدنيين العزل خارج القانون، وبناء المستعمرات انتهاكات جسيمة لاتفاقية جنيفة الرابعة (1949)، والتي تحرم تدمير الممتلكات، والقتل والاستخدام المفرط للقوة، والنقل القسري للسكان على يد القوة المحتلة. إن بريطانيا ملزمة كدولة موقعة على الاتفاقية بضمان احترام تطبيق الاتفاقية من قبل الدول الأخرى خاصة في حال المخالفات الجسيمة (جرائم الحرب). إن قيام إسرائيل بنقل مئات الآلاف من مواطنيها كمستوطنين إلى داخل الضفة الغربية هو انتهاك جسيم وفق اتفاقية جنيف الرابعة. كل هذه الانتهاكات تعتبر جرائم حرب وفق النظام الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية.

كما أشارت هيومن رايتس ووتش، تقوم شركة كاتربيلر بتزويد إسرائيل جرافات عسكرية نوع D9 للاستخدام في الأرض الفلسطينية المحتلة لتدمير آلاف البيوت الفلسطينية، مفسحة المجال لبناء مستعمرات يهودية حصرًا.

وشركة أنظمة (BAE) هي جزء أساسي من مبيعات الأسلحة البريطانية للسعودية، لتزويد النظام السعودي بطائرات التورنادو والتايفون والتي يتم استخدامها في قصف المدنيين اليمنيين بشكل عشوائي، وتسوية المدارس والمشافي بالأرض، وتمزيق العائلات اليمنية.

كما تزود الشركة الدولة التركية بمعدات عسكرية، بما فيها طائرات حربية، تبلغ قيمتها مئات ملايين الجنيهات الاسترلينية. حيث قامت تركيا مؤخرا ضمن عدوانها على عفرين في شمال سوريا، باستهداف وقصف المدنيين الأكراد بشكل عشوائي مما تسبب بقتل 500 مدني وتشريد الآلاف في غضون أسابيع. هذا يأتي بعد المجازر التي ارتكبتها القوات التركية الحكومية في 2016 بحق مئات المدنيين، وتعذيبهم وإخفائهم قسريا، وتشريد قرابة النصف مليون إنسان والتدمير الممنهج للأحياء السكنية في المدن الكردية في مختلف أنحاء جنوب شرق تركيا، مثل جيزر، ونسايبن، ومنطقة سور في مقاطعة ديار بكر. كل هذا وثقه تقرير مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. لقد ساهمت المعدات والتكنولوجيا العسكرية المقدمة من شركة (BAE) مباشرة لتركيا عبر عقودها، بشكل أساسي في وقوع هذا الدمار.

كما تزود شركة (BAE) إسرائيل بشاشات الاستهداف لطائرات الـ F-16 الحربية، والتي اعتمدتها إسرائيل بكثافة خلال عدوانها على غزة في عام 2014، حيث قتلت آنذاك أكثر من 1400 مدني فلسطيني، ثلثهم من الأطفال.

تحتفظ جامعة كامبريدج بعلاقة وطيدة مع شركة كاتربيلر وشركة أنظمة (BAE) من خلال "تحالف كامبريدج الخدماتي" منذ عام 2010. يوصف البرنامج بأنه "تحالف عالمي فريد بين جامعات وشركات بارزة"، تعمل سويًا لبحث الابتكار في قطاع الخدمات. لقد سعى نائب المستشار ستيفين توبي إلى تبرير هذه الشراكة في لقاء مفتوح بتاريخ 15 مايو، بالزعم أن لا علاقة مباشرة للشراكة بالانتاج الحربي.

هذا ليس مقبولاً. تقدم كلا الشركتين (BAE, Caterpillar) منتجات وخدمات أساسية لمرتكبي جرائم حرب، وتسهل قتل آلاف المدنيين الفلسطينيين واليمنيين والأكراد. كأعضاء في جامعة كامبريدج، سواء موظفين وطلبة، نشعر بالعار والخزي أن مؤسستنا تتمسك بعلاقات وطيدة وكبيرة وفعالة مع شركات تتاجر بالقتل الجماعي ومأساة البشرية. طالما بقيت هذه العلاقات مستمرة، لا يمكن لكامبريدج الإيفاء بادعاءاتها عن كونها مسؤولة أخلاقيا، أو رائدة اجتماعيا. 

في عام 2005، نادت أكثر من 170 منظمة مجتمع مدني فلسطينية علينا، على ذوي الضمائر الحية حول العالم، أن يقاطعوا الدولة الإسرائيلية والشركات المتورطة في انتهاكات القانون الدولي، للتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والعدالة والمساواة. ومؤخرًا، بدأ النشطاء الأكراد بمطالبة المجتمع المدني العالمي لمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الدولة التركية.

نطالب جامعة كامبريدج أن تحترم مسؤولياتها الأخلاقية بالإلغاء الفوري لمشاركة شركتي كاتربيلر وأنظمة (BAE) في تحالف كامبريدج الخدماتي، وبقطع كل العلاقات المؤسساتية مع الشركتين حتي تنهيا تورطهما في انتهاكات القانون الدولي المروعة."

لقراءة قائمة الموقعين هنا


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now