بيان للجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة

مقاومتنا للنكبة المستمرّة أفضل ردٍّ على "صفقة القرن"

المهم هو ترجمة الرفض إلى خطواتٍ عمليّةٍ في مواجهة الخطوات الإسرائيلية الفعليّة على أرض الواقع والتصدّي لها، حتى تحصيل حقوقنا الوطنية دون تجزئة.

فلسطين المحتلة،  6 شباط/فبراير 2020---  تضمّ اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، القيادة الفلسطينية لحركة المقاطعة (BDS)، صوتها إلى الملايين من أصوات شعبنا الفلسطيني وشعوبنا العربيّة الحرّة في رفض المؤامرة الإسرائيلية-الأمريكية المسماة "صفقة القرن" وفي التمسك بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرّف، وعلى رأسها حق عودة لاجئينا إلى ديارهم.

إن هذا الصوت، الذي صدح من اليمن إلى الجزائر ومن الكويت إلى لبنان وفي مخيمات ومدن وقرى فلسطين، أكد أن "صفقة القرن" الإسرائيلية-الأمريكية لن تمر، رغم المباركة العلنية أو الخجولة من بعض الأنظمة العربية الاستبدادية، التي ستحاسبها شعوبها يوماً ما على هذه الخيانة. كما أعاد هذا صوت الغالبية الشعبية في وطننا العربي التأكيد على بديهية مركزية القضية الفلسطينية وعدالتها.

 إنّ صراعنا العربي مع العدو الصهيونيّ هو صراعٌ مستمرٌّ منذ أكثر من سبعة عقودٍ، وقد حالت مقاومة وصمود شعبنا الفلسطيني والشعوب العربية الشقيقة خلالها دون حسم هذا الصراع، مسقطةً العديد من محاولات التسوية التي حاولت فرض تنازلنا عن حقوقنا التاريخية. إنّ شعبنا الفلسطيني الحرّ، الذي قدّم الأرواح وأغلى التضحيات لصون حقوقه وكرامته لن يبيع نفسه أو أرضه مقابل بعض المنافع الاقتصادية كالتي وعد بها الرئيس الأمريكي، ولو قُدّمت له أموال الدنيا بأسرها.

إن كان ثمّة شيءٌ جديد في "صفقة القرن" فهو سقوط القناع الزائف عن حقيقة موقف النظام الأمريكي، الشريك العضوي في المشروع الاستعماري الصهيوني، والذي لم يكن يوماً وسيطاً نزيها لتحقيق "السلام". هذا بالإضافة إلى تقديم إعلان الخطّة صورةً مفصّلةً للعالم أجمع حول حقيقة نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي وما يكابده الفلسطينيون ويناضلون ضدّه بشكلٍ يوميّ.

كما لا يخفى الدور الكبير الذي لعبه الغليان والغضب الشعبي في المنطقة ضدّ الصفقة في إجبار مؤتمر وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية على رفض خطة نتنياهو-ترامب، التي اعتبرها الأمين العام للجامعة العربية تعزيزاً لنظام الفصل العنصري (الأبارتهايد). إن هذا الموقف الرمزي، الذي لا نعول عليه، أتى رغم تواطؤ عدد متزايد من أنظمة الاستبداد العربي في التطبيع مع إسرائيل، مما يعكس خوف هذه الأنظمة من إظهار خيانتها للقضية الفلسطينية أمام شعوبها الغاضبة والرافضة للاضطهاد بأشكاله.

المهم هو ترجمة الرفض إلى خطواتٍ عمليّةٍ في مواجهة الخطوات الإسرائيلية الفعليّة على أرض الواقع والتصدّي لها، حتى تحصيل حقوقنا الوطنية دون تجزئة. وبناءً على ذلك، تدعو اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والشتات، إلى:

  • تصعيد مقاومتنا الشعبية، بما فيها مقاطعة إسرائيل في جميع المجالات، وإسناد شعبنا في مقاومة مخطّطات التهجير والاقتلاع والتطهير العرقي، والتي تفاقمت تحت غطاء اتفاقية أوسلو.
     
  • الضغط الشعبي على القيادة الفلسطينية من أجل: وقف التطبيع الفلسطيني الرسمي فورًا، بما يشمل أولاً وقف "التنسيق الأمني" بشكلٍ فعليّ تنفيذاً لقرارات المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير، وترجمةً للموقف الرافض لـ"صفقة القرن". لا يشكّل التطبيع الرسمي والتنسيق الأمني خطراً على النضال الفلسطيني فحسب، إنّما هو أيضاً جسرٌ مهّد للتطبيع الرسمي العربي الذي توّج بمباركة كلٍّ من أنظمة الإمارات والبحرين وعُمان للخطة الإسرائيلية-الأمريكية علناً.
     
  • الإعلان فوراً عن أنّ النظام الإسرائيلي، بشراكة كاملة مع الإدارة الأمريكية، قد قضى نهائياً على اتفاقية أوسلو، ما يعني أنّ على الطرف الفلسطيني الذي وقعها وقف التزامه تجاهها، الأمر الذي سيفتح الباب أمام بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية تقوم على حماية حقوق شعبنا، كل شعبنا في الوطن والشتات، وتحقيق طموحاته والالتزام بما يقرره بشكل ديمقراطي حرّ، وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لتضم الكلّ الفلسطينيّ، دون إقصاء ودون تفرد.
     
  •  تصعيد الشعوب العربية الشقيقة لمناهضة التطبيع والضغط على الأنظمة العربية الاستبدادية والوضعية من أجل وقف كلّ العلاقات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية والسياحية والثقافية والرياضية مع دولة الاحتلال والشركات والمنظمات المتواطئة في جرائمها.
     
  • دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات العقابية بحق إسرائيل للجرائم المستمرّة التي اقترفتها وتقترفها بحق شعبنا، أهمها التطهير العرقي، بالذات في القدس والنقب والأغوار، والأبارتهايد (الفصل العنصري) والحصار القاتل لغزة. إنّ هذه الإجراءات لا تقلّ عن تلك التي اتُّخذت سابقاً لوقف نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا.

 

 

 

 

 


انشر/ي

ابقوا على اطلاع

قم بالتسجيل للحصول على آخر أخبار المقاطعة والحملات والتحركات

Subscribe Now