أكاديميون ونقابات ومؤسسات أكاديمية ترفع صوتها في مواجهة الإبادة الجماعية في غزة

^{(الجامعة الإسلامية في قطاع غزة بعد أن تعرضت لقصف عنيف)}

ضمن العدوان الوحشيّ الذي يشنه العدو الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة المحاصر، والذي قَتَل خلاله حتى اليوم أكثر من 10,000 فلسطيني، يستمر العدو في تدمير أساسيات حياة باقي الغزيين المحاصرين، فيمنع عنهم الغذاء والماء والكهرباء والوقود والاتصالات ويدمّر البيوت والمجمعات السكنية والمستشفيات والعيادات الطبية والمدارس والجامعات والمراكز الثقافية. كل ذلك يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الجريمة التي يرتكبها العدوّ الإسرائيليّ اليوم في قطاع غزة هي جريمة إبادة جماعية، كما أكّد خبراء ومختصون دوليون في الإبادة الجماعية ومؤسسات حقوق إنسان فلسطينية ودولية. 

منذ بداية العدوان على قطاع غزة ومخطط العدوّ لتدمير البنية التحتية للتعليم في القطاع واضح. فقد استهدفت غاراته الجوية المدارس والجامعات بشكل ممنهج، مثل القصف المكثّف الذي دمّر بالكامل الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر - أكبر جامعات غزة. وحسب تقارير للأمم المتحدة، فقد دمّر القصف الإسرائيليّ أكثر من نصف مدارس القطاع - التي توقّف فيها التعليم بشكل كليّ وتحوّلت لمراكز إيواء للنازحين - تدميراً كاملاً أو جزئيّا. بذلك، يضيف نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيليّ إلى سياسته في التجويع والتعطيش وقتل المرضى والجرحى في المستشفيات سياسة الحرمان من الحق في التعليم. 

لكن مع تصاعد جرائم العدوّ في غزة، تتصاعد أيضاً موجة التضامن الفاعل حول العالم مع نضال شعبنا من أجل التحرر والعدالة. فقد شهدنا منذ بداية الحرب الإبادية الإسرائيلية تضامناً أكاديمياً غير مسبوق عبّر عنه آلاف الأكاديميين والعلماء إضافة إلى المؤسسات والمؤتمرات الأكاديمية ونقابات العاملين في الجامعات في بيانات وعرائض ونداءات مفتوحة طالبت بالتحرك والضغط الفوري وحتى المقاطعة للجامعات الإسرائيلية من أجل فرض وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى شعبنا في قطاع غزة ورفع الحصار. 

في أستراليا، أعلن معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا (RMIT) عن انتهاء عقده مع الشركة الإسرائيلية لإنتاج السلاح، "أنظمة إلبيت" (Elbit Systems). وقد جاء هذا القرار عقب حملة الضغط على المعهد التي انطلقت منذ أكثر من عام بناء على نداء وجهه اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية (PFUUPE) الذي يمثل 6,000 أستاذ جامعي وموظف فلسطيني في أكثر من اثنتي عشرة مؤسسة للتعليم العالي. ونؤكدّ هنا على إنّ أحد أهمّ أشكال النضال الدوليّ الفاعل من أجل وقف الحرب الإسرائيلية الإبادية على شعبنا هي الضغط على الجامعات والمؤسسات الأكاديمية من أجل إنهاء علاقاتها مع الجامعات والشركات الإسرائيلية المتورطة في الجرائم الإسرائيلية. 

بناء على ما تقدّم، تطالب الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) كافة الأكاديميين والطلبة وجمعيات الخريجين حول العالم بالضغط على جامعاتهم من أجل إدانة جريمة العدوّ الإسرائيليّ بتدميره الجامعات والمدارس الفلسطينية ومطالبته بوقف إطلاق النار الفوريّ ورفع الحصار. كما ونطالب الجامعات والمؤسسات الأكاديمية واتحادات العاملين في الجامعات والطلبة وجمعيات الخريجين بالضغط على المعنيين في حكوماتهم من أجل التحرك الفوري في سبيل وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الطارئة لقطاع غزة. 

ختاماً، فإننا نتوجه لطلبتنا وأكاديميينا في كل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في منطقتنا العربية بضرورة الضغط على جامعاتهم من أجل إنهاء أي شكل من أشكال التطبيع مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والبحثية الإسرائيلية، فجميعها متورط في الاحتلال والأبارتهايد والجرائم ضد الإنسانية التي تقترفها إسرائيل. 

فإن لم يكن اليوم، فمتى؟

الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)