لن تقف جهودنا عند هدنةٍ إنسانية بل علينا مواصلة الضغط

فلسطين المحتلة، 22-11-2023--تحيّي اللجنة الوطنية الفلسطينية صمود ونضال شعبنا الفلسطينيّ الأبيّ في وجه حرب العدوّ الإسرائيليّ الإبادية، المستمرة منذ 47 يوماً ضد 2.3 مليون فلسطينيّ في قطاع غزة المحتل والمحاصر، وتحيّي التظاهرات الضخمة وجهود التضامن مع القضية الفلسطينية حول العالم التي أجبرت المعسكر الأمريكي-الإسرائيليّ الإباديّ على القبول بشروط الهدنة المؤقتة ووقف قصف العدوّ الإسرائيليّ العشوائي والمتواصل.

غير أنّ الحصار الإسرائيلي المدعوم من الغرب والإبادة الجماعية البطيئة مستمران، إذ تعهدت إسرائيل باستئناف القصف والعدوان في وقت لاحق. لذا، ومن أجل وقف الإبادة وكسر الحصار، ندعو لتكثيف وتصعيد جهود المقاطعة والمطالبة بوقف كامل للعدوان ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة دون قيد أو شرط. وتشمل هذه الجهود المطلوبة التعطيل السلمي المدروس لنظام الهيمنة الغربية الذي يسلّح ويموّل ويحمي العدوّ الإسرائيليّ من المساءلة. إنّ إنهاء تواطؤ الحكومات والشركات والمؤسسات مع نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي الذي يمارس الإبادة الجماعية أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.

لن تقف جهودنا عند هدنةٍ إنسانية أو حتّى عند الوقف الكامل للحرب الإبادية على شعبنا في غزة، بل علينا مواصلة الضغط من أجل ضمان عدم عودة العالم للتعامل مع العدوّ الإسرائيلي وكأنه طبيعي. فهو نظام استعماري غير طبيعي، ولا بد من نبذه عالمياً على هذا الأساس، بدءاً بتكثيف الجهود نحو مقاطعته وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه، وإنهاء جميع الاتفاقيات التطبيعية التي أبرمتها بعض الأنظمة العربية الديكتاتورية معه - وعلى رأسها إلغاء التجارة العسكرية معه وإغلاق السفارات. هذا بالإضافة إلى الحاجة الماسة للضغط على محكمة الجنايات الدولية من أجل إصدار أوامر اعتقال بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين، فضلاً عن تحدي ومواجهة الهيمنة الأمريكية في المنطقة، التي مثّلت قواعدها الجوية على أرضنا العربية منصّة انطلاق للجسر الجوي التسليحي للعدوّ الإسرائيلي، والذي مكّنه من الاستمرار بحربه الإبادية. 

الرحمة للشهداء، الحرية القريبة للأسرى،  والحرية والعدالة والعودة وتقرير المصير لشعبنا المناضل